كيف تبدأ التداول في الأسهم؟ تعلم التداول خطوة بخطوة

آخر تحديث: 25 فبراير 2025

التداول في الأسهم قد يبدو مغرياً، ولكنه يتطلب معرفة ومهارات لتحقيق النجاح. إذا كنت تشعر بالارتباك إزاء المصطلحات الاستثمارية أو تخشى اتخاذ قرارات خاطئة، فلا تقلق. في هذا المقال، سنرشدك خطوة بخطوة إلى عالم تداول الأسهم، مع التركيز على الأساسيات التي تحتاجها للبدء بشكل صحيح.

صورة لرجلين في اجتماع عمل يناقشان بيانات سوق الأسهم المعروضة على جهاز لوحي وحاسوب محمول، مع نص توضيحي حول تعلم التداول في الأسهم من البداية إلى الاحتراف.

سواء كنت تسعى للانخراط في تداول الأسهم بشكل نشط أو الاستثمار على المدى الطويل، هناك أمور أساسية يجب عليك معرفتها قبل الانطلاق في هذا المجال. فالإلمام بما يمكن توقعه واستخدام الأدوات المناسبة يزيد من فرص نجاحك. فيما يلي دليل حول كيفية البدء في تداول الأسهم.

اولاً : فهم سوق الأوراق المالية

أهلاً بك في عالم الاستثمار!  قبل أن تغوص في تجربة تداول الأسهم، من الضروري أن تفهم أساسيات سوق الأوراق المالية .

سوق الأوراق المالية:هو المكان الذي يتم فيه تداول الأسهم والسندات وأوراق مالية أخرى. قد تبدو هذه الفكرة معقدة في البداية، ولكن مع القليل من المعرفة، ستتمكن من اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

فيما يلي بعض المصطلحات الأساسية التي يجب معرفتها:

  • الأسهم: هي شكل حصص الملكية في الشركات. تخيل أن الشركة هي كعكة كبيرة، والأسهم هي قطع صغيرة من هذه الكعكة. كل قطعة (سهم) تعطي مالكها حقاً في جزء من أرباح الشركة وصوتاً في القرارات المهمة.
  • الحصص: هي وحدات من الأسهم.
  • سعر السهم: يعكس السعر قيمة الشركة وتوقعاتها كما يحددها أولئك الذين يتداولون السهم (التجار والمستثمرون). لا توجد أسعار محددة للأسهم. فهي تتقلب باستمرار أثناء شرائها وبيعها.
  • البورصة: البورصة هي المكان الذي يجتمع فيه المشترون والبائعون لتداول الأسهم. إنها بمثابة سوق مركزي حيث يتم تحديد الأسعار بشكل شفاف.
يتم تداول الأسهم في البورصات التي لها ساعات محددة. تتم معظم عمليات شراء وبيع الأسهم خلال هذه الساعات، على الرغم من أن بعض التداولات تتم خارج هذه الساعات. يُطلق على التداول خارج ساعات العمل "تداول ما قبل السوق" أو "تداول ما بعد ساعات العمل".
  • بورصة نيويورك (NYSE): تُعد بورصة نيويورك أكبر بورصة للأوراق المالية في العالم، حيث يتم تداول أسهم سبعين من أكبر الشركات العالمية، إلى جانب آلاف الأسهم الأخرى. تعمل البورصة من الساعة 9:30 صباحاً حتى الساعة 4:00 مساءً بالتوقيت الشرقي، من الاثنين إلى الجمعة.
  • ناسداك: تعتبر ناسداك بورصة أخرى رئيسية للأوراق المالية، وتتميز بأن جميع عمليات التداول فيها تُجرى إلكترونياً . ساعات العمل مماثلة لبورصة نيويورك، من الساعة 9:30 صباحاً حتى الساعة 4:00 مساءً بالتوقيت الشرقي، من الاثنين إلى الجمعة.
  • رمز التداول: هو رمز مكون من حرف إلى خمسة أحرف يُستخدم لتمييز الأسهم المتداولة. على سبيل المثال، رمز التداول لشركة أمازون هو AMZN ، بينما رمز التداول لشركة آبل هو AAPL.
  • فارق العرض والطلب: "سعر العرض" هو السعر الذي يمكن بيع الأوراق المالية عنده، و"سعر الطلب" هو السعر الذي يمكن شراؤها به. الفارق بين هذين السعرين يُعرف بـ"فارق العرض والطلب"، وهو مؤشر على العرض والطلب على سهم معين وعلى سيولته. كلما كان الفارق ضيقا، دل ذلك على سيولة جيدة للسهم.
  • سيولة السوق: تشير السيولة إلى القدرة على شراء أو بيع السهم بسرعة وبسعر مستقر.
  • البيع على المكشوف: بينما يشتري معظم المستثمرين الأسهم ثم يبيعونها لاحقًا لتحقيق الربح، يمكنهم أيضًا بيع الأسهم أولاً ثم شراؤها بسعر أقل لاحقًا. تُعرف هذه العملية بـ"البيع على المكشوف"، وتتم من خلال اقتراض الأسهم للبيع ثم إعادتها لاحقاً.

ثانياً: حدد نوع المتداول الذي انت عليه

عند البدء في تداول الأسهم ،من الضروري تحديد نوع المتداول الذي ترغب في أن تكون. هل تتخيل نفسك تتداول يوميا؟ أم تفضل القيام بعمليات تداول متعددة خلال الأسبوع؟ أو ربما تميل لشراء الأسهم والاحتفاظ بها لفترة طويلة لتحقيق أرباح على المدى البعيد؟

لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتداول، لكن كل طريقة تأتي بمخاطر ومكافآت مختلفة. وتشمل الأنماط الشائعة ما يلي:

1- التداول اليومي: يعتمد المتداولون اليوميون على سرعة تنفيذ الصفقات المتعددة خلال يوم التداول لتحقيق الأرباح. وفقاً لهيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية (SEC)، يُعتبر من ينفذ أربع صفقات أو أكثر في خمسة أيام عمل متداولاً يومياً.

هذا الأسلوب محفوف بالمخاطر، حيث يستخدم العديد من المتداولين اليوميين الرافعة المالية (الاقتراض) لزيادة حجم التداول، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في حال تحرك السوق عكس توقعاتهم. على الرغم من ذلك، يمكن للتداول اليومي أن يوفر فرصاً لتحقيق أرباح سريعة.
  • الفرص: تحقيق أرباح قصيرة المدي.
  • المخاطر: ارتفاع احتمالية الخسائر بسبب استخدام الرافعة المالية.

2- التداول المتأرجح: يجمع التداول المتأرجح بين سرعة التداول اليومي واستراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل. يقوم المتداولون المتأرجحون بفتح وإغلاق الصفقات خلال فترة تتراوح من يوم إلى عدة أسابيع، مستفيدين من الحركات قصيرة الأجل في الأسعار.
هذا الأسلوب يعتبر أقل مخاطرة من التداول اليومي، ولكنه يتطلب متابعة مستمرة للسوق واتخاذ قرارات سريعة.
  • الفرص: أرباح متوسطة المخاطر.
  • المتطلبات: متابعة مستمرة واتخاذ قرارات مدروسة.
3- الاستثمار: يعنى شراء الأسهم والاحتفاظ بها لفترة طويلة قد تمتد لعدة شهور أو حتى سنوات، بهدف تحقيق نمو مستدام في رأس المال.
يناسب هذا النوع أولئك الذين يفضلون استراتيجيات أكثر استقراراً وأقل مخاطرة.

نوع التداول المخاطر مدة الاحتفاظ بالأسهم الأهداف المهارات المطلوبة
التداول اليومي مرتفع ساعات أو دقائق تحقيق أرباح سريعة سرعة اتخاذ القرار، متابعة دقيقة للسوق
التداول المتأرجح متوسط أيام إلى أسابيع الاستفادة من تغيرات قصيرة الأجل التحليل الفني، إدارة المخاطر
الاستثمار طويل الأجل منخفض أشهر إلى سنوات نمو رأس المال المستدام الصبر، التحليل الأساسي

ملاحظة:
التداول اليومي يعد نهجاً مكثفاً ومحفوفاً بالمخاطر، حيث يتطلب اتخاذ قرارات سريعة ومراقبة مستمرة لحركة السوق على مدار اليوم.

ثالثاً : ضع في اعتبارك وضعك المالي

عند البدء في تداول الأسهم، من الضروري تحليل وضعك المالي لتحديد الخيار الأنسب لاستراتيجيتك الاستثمارية. سواء كنت تسعى إلى التداول اليومي، أو التداول المتأرجح، أو الاستثمار طويل الأجل، فإن رأس المال المتاح لديك يلعب دور محوري في تحقيق أهدافك.

حالة التداول اليومي : في بعض الأسواق، مثل الولايات المتحدة، يشترط حد أدنى لرصيد الحساب قدره 25,000 دولار. لكن في العديد من الأسواق العربية، لا توجد هذه القيود الصارمة، ويمكنك البدء بمبالغ أقل وفقًا لشروط الوسيط الذي تتعامل معه. الأهم هو اختيار استراتيجية مناسبة وإدارة رأس المال بحكمة لتجنب المخاطر العالية.

في حالة التداول التأرجح: لا يحتاج لرأس مال كبير، ويمكنك البدء بمبلغ بسيط يناسب إمكانياتك. حتى لو كان لديك بضع مئات أو آلاف من الدولارات، يمكنك الاستفادة من تحركات الأسعار وتحقيق أرباح مع مرور الوقت. المفتاح هو التعلم المستمر واختيار الفرص الجيدة بدلاً من التركيز على حجم رأس المال فقط.

حالة الاستثمار طويل الأجل: فيتطلب رأس مال أقل، حيث تُحتفظ الصفقات لفترة طويلة، مما يجعل العمولات أقل تأثيراً. يُمكن لبعض السماسرة أن يُتيحوا لك شراء أسهم جزئية، مما يعني أنه بإمكانك البدء برصيد صغير نسبياً.

لتوفير المال على العمولات، فكر في إجراء صفقة واحدة بدلاً من عدة صفقات. على سبيل المثال، بدلاً من شراء 100 سهم كل أسبوع، يمكنك الادخار لمدة شهر ثم إجراء عملية شراء كبيرة دفعة واحدة.

رابعاً : العثور على وسيط ومنصة تداول

صورة لرجل يرتدي قميص أبيض ويشير إلى شاشة تعرض مخططاً بيانياً مالياً، مع نص توضيحي حول معايير اختيار الوسيط المناسب عند التداول، متضمناً الأمان، التكلفة، الموثوقية، الشفافية، وأدوات البحث.

الوسيط هو الذي يسهل عمليات التداول بين المشاركين في السوق، مما يتيح لك شراء الأسهم من البائعين وبيعها للمشترين، حيث يتطلب كل تداول وجود طرفين: مشتري وبائع. 

بصفتك متداول، يجب أن تبحث عن وسيط يتمتع بالصفات التالية:

  • الأمان أولاً: تأكد من أن الوسيط مرخص ويخضع للجهات الرقابية لحماية أموالك وبياناتك.

  • تكلفة منخفضة: اختر وسيط يقدم رسوم وعمولات تنافسية.
  • الموثوقية: تنفيذ سريع للصفقات دون انقطاعات لضمان استقرار الخدمة.
  • الشفافية: تجنب الوسطاء غير الموثوقين لضمان حماية أموالك.
  • أدوات البحث: يُفضل أن يوفر أدوات تحليلية، لكن هناك بدائل مجانية متاحة عبر الإنترنت.

إذا كنت تخطط للتداول اليومي، فستحتاج إلى بعض الخصائص الإضافية في الوسيط، وهي:

  • تنفيذ فوري للأوامر: يجب أن يتمكن الوسيط من تنفيذ الأوامر بشكل فوري ودون أي تدخل، حيث أن التأخير حتى ولو لثانية واحدة قد يؤثر بشكل كبير على نتائج التداول اليومي.

  • إمكانية التداول من الرسم البياني: القدرة على وضع الأوامر وتعديلها وإلغائها مباشرة من الرسم البياني، مما يوفر لك السرعة والكفاءة في تنفيذ استراتيجياتك.
هناك العديد من الوسطاء، فبعضهم يقدم خدمات تناسب المستثمرين، بينما يلائم آخرون المتداولين اليوميين أو المتأرجحين. لذلك، من الضروري البحث بعناية في العوامل السابقة لاختيار الوسيط المناسب لك.

كل وسيط يوفر منصة تداول تتيح لك متابعة الأسعار، تحليل الرسوم البيانية، وإجراء الأبحاث، بالإضافة إلى تنفيذ الطلبات. يمكنك تجربة منصات مختلفة عبر الحسابات التجريبية لاختبار ميزاتها قبل اتخاذ قرارك.

بفضل تطبيقات التداول، أصبح بإمكانك متابعة الأسواق وتنفيذ الصفقات بسهولة من هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي، مما يجعل التداول أكثر مرونة وسرعة.

خامساً : تدرب قبل البدء في التداول

من أفضل الطرق لاختبار الوسطاء المحتملين وصقل مهاراتك في التداول استخدام حساب تجريبي أو حساب تداول افتراضي. يحاكي هذا النوع من الحسابات بيئة التداول الحقيقية، ولكن دون الحاجة إلى إنفاق أموال فعلية.

توفر منصات مثل TD Ameritrade و TradeStation حسابات تداول افتراضية، مما يتيح لك فرصة التدرب وتجربة استراتيجياتك بأمان

على الرغم من أن تحقيق الأرباح على منصة تداول افتراضية لا يضمن بالضرورة نفس النتائج في التداول الحقيقي، إلا أنها تُعد أداة قيمة لفهم كيفية عمل السوق وتحديد الأسلوب الأنسب لك.

الخلاصة

تداول الأسهم يعد تجربة مشوقة لأنها تجمع بين المخاطرة والمكافأة. ومع ذلك، فإن البدء في التداول هو الجزء السهل، بينما يتطلب النجاح استعداداً لتحمل الخسائر وعدم التداول بأموال لا يمكنك تحمل خسارتها. بمرور الوقت، ستكتسب الخبرة وتتعرف على الأساليب التي تتناسب مع أهدافك و وضعك المالي.

الأسئلة الشائعة حول التداول في الأسهم (FAQS)

1. ما الفرق بين المستثمر والمتداول؟ 
المستثمر يركز على شراء الأسهم والاحتفاظ بها على المدى الطويل لتحقيق نمو مستدام، بينما يسعى المتداول لتحقيق أرباح قصيرة الأجل من خلال عمليات شراء وبيع متكررة للأسهم.

2. هل يمكنني البدء بالاستثمار بمبلغ صغير؟ 
نعم، يمكنك البدء بمبالغ صغيرة من خلال شراء أسهم جزئية أو الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs).

3. كيف يمكنني اختيار الأسهم المناسبة للاستثمار؟
هناك عدة عوامل يجب مراعاتها عند اختيار الأسهم، مثل القوة المالية للشركة، أداء القطاع، والتحليل الفني والأساسي. يمكنك الاستعانة بمحلل مالي أو استخدام أدوات البحث المتاحة عبر الإنترنت.

4. ما هي المخاطر المرتبطة بتداول الأسهم؟ 
تداول الأسهم ينطوي على مخاطر، فقد تخسر جزءاّ أو كل أموالك المستثمرة. من المهم فهم المخاطر المرتبطة بالاستثمار قبل البدء.

5. هل أحتاج إلى دفع ضرائب على الأرباح التي أحققها من تداول الأسهم؟ 
نعم، غالباً ما تخضع الأرباح التي تحققها من تداول الأسهم للضرائب. يُفضل استشارة خبير ضرائب لفهم القوانين المطبقة في بلدك.

نصائح إضافية

  • ابدأ بمبالغ صغيرة: لا تستثمر كل أموالك دفعة واحدة، بل ابدأ بمبلغ يمكنك تحمل خسارته.
  • التعلم المستمر: يتغير سوق الأسهم بشكل دائم، لذا من المهم متابعة التطورات والتعلم من خبراء الاستثمار.
  • تجنب اتباع الحشود: لا تتخذ قراراتك بناءً على ما يفعله الآخرون. قم بإجراء بحثك الخاص واتخذ قراراتك بثقة.
  • الصبر والانضباط: الاستثمار الناجح يتطلب التحلي بالصبر والانضباط. لا تتوقع تحقيق أرباح سريعة.
  • تنويع الاستثمارات: لتقليل المخاطر، لا تضع كل بيضك في سلة واحدة، وزع استثماراتك على أصول متنوعة.

سؤال للقراء

ما رأيك في تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التداول؟ هل تعتقد أنه سيحدث ثورة في هذا المجال أم ستكون هناك تحديات يجب التغلب عليها؟ شاركنا توقعاتك و آرائك في التعليقات!

إرسال تعليق

0 تعليقات